يتهادى في مراعيه القطيع . خلفه راعٍ ، و في أعقابه كلبٌ مطيع . مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي . هل أسميه بلادي ؟! أبلادي هكذا ؟ ذاك تشبيه فظيع ! ألف لا… يأبى ضميري أن أساوي عامداً بين وضيعٍ و رفيع . هاهنا الأبواب أبواب السماوات هنا الأسوار وأعشاب الربيع و هنا يدرج راعٍ رائعٌ في يده نايٌ و في أعماقه لحنٌ بديع. و هنا كلبٌ وديع يطرد الذئب عن الشاة و يحدو حَمَلاً كاد يضيع و هنا الأغنام تثغو دون خوف و هنا الآفاق ميراث الجميع . أبلادي هكذا ؟ كلاّ… فراعيها مريع . ومراعيها نجيع . و لها سور و حول السور سور حوله سورٌ منيع ! و كلاب الصيد فيها تعقر الهمس و تستجوب أحلام الرضيع !